.comment-link {margin-left:.6em;}
Sunday, July 09, 2006
سياحة 5 نجوم
سياحة 5 نجوم

اعتاد السائح الخليجي على السفر صيفا الى احد البلاد الاوروبيه او الاسيويه او الجنوب امريكيه كل عام من اجل تجنب حرارة الصيف في بلادهم. يرتاد المواطنين الخليجيين تلك البلاد من أجل الراحه والاستجمام والتسوق والبعض القلة يتعمق في السياحة ويرتاد الاماكن السياحية ويزور المتاحف بل ويقيم علاقة صداقة مع بعض من أهل تلك البلاد. يتمتع الكثير من الخليجيين بمدخول سنوي عال ينعكس على كيفية انفاقهم خلال سفرهم للخارج ... الاقامة بفنادق خمس نجوم , التنقل عبر سيارات فارهة او سيارات أجرة تحت الطلب والاكل في أرقى المطاعم والسهر في أفخم الصالات والمسارح. نرى ان الدول الخليجية لم تلتفت اللا مؤخرا لاهمية السياحة الداخلية لمواطنيها وللمواطنيين من الدول الخليجية الاخري ، وخير مثال امارة دبي التي اصبحت تتبوأ الصدارة بين الدول الخليجية في مجال السياحة. تلك الصدارة لم توجد من عدم ، بل اكتسبتها عن استحقاق وجدارة من خلال ارساء عوامل السياحة من فنادق ومنتزهات ورحلات سياحية وغيرها من الخدمات المساندة.
يقول البعض أن أمارة دبي قد سحبت البساط من تحت دولة الكويت ،على الرغم من أن الكويت لديها مؤهلات سياحية أكثر من دبي لتكون في صدارة الدول السياحية في الخليج العربي... ولتحليل تلك المقولة ، فلنحاول ان نحصر مقومات دولة الكويت السياحة لنتبين صحة تلك المقولة أو خطئها. تتميز الكويت بمناخ صحراوي حار صيفا و بارد جاف شتاء تشترك بذلك المناخ مع أغلب الدول الخليجية مع فرق بسيط هو انخفاض نسبة الرطوبة في الجو صيفا ، ايضا قام مؤسسي دولة الكويت الحديثة مشكورين بتخطيط وبناء بنية تحتية من شوارع و جسور و تمديدات صرف صحي يحسدنا عليها الكثير. لعل ان من أهم اسباب تطور الاقتصاد المحلي والسياحة في أي دولة هو البنية التحتية والشوارع التي تسهل الانتقال والعبور والتجارة ولكن تظل دولة الكويت تفتقد الكثير من مقومات السياحة. وما تفتقده دولة الكويت من مقومات ليس بالشي العسير تحقيقة ، ولكن سياسة الحكومة الامنية في الاعوام السابقة هي التي فرضت تلك الضوابط الامنية التي لا تسهل التنقل والسياحة. المواطنين الخليجيين لا يحتاجون لتأشيرة دخول لدولتهم الثانية الكويت , ولكن لننظر بنظرة أعمق للتركيبة السكانية في الدول الخليجية المجاورة ، فهل يقيم في تلك الدول أهلها فقط ؟ أم يأمها ويقيم بها الكثير من اشقائنا العرب والاجانب العاملين في تلك الدول ؟ اذن فلماذا لا نيسر لهم أمر الحصول على تأشيرة دخول سياحية لدولة الكويت طالما انهم قادمون من دولة خليجية وقد تم التأكد من سلامتهم من الناحية الامنية والصحية؟.
اذا اخذنا في الحسبان عدد الغرف الفندقية المتاحة للسكن للسياح في الكويت ، فهي قد لا تتعدي 2500 غرفة هي مجموع غرف جميع الفنادق في الكويت. هذا العدد من الغرف يعتبر ضئيل جدا اذا اخذنا في الحسبان ان مقومات السياحة تحتاج الى كم هائل من الغرف لاستيعاب اعداد السياح بجميع شرائحهم، والسياحة في وقتنا الحاضر لم تعد كما كانت عليه من سياحة راحة واستجمام ، بل انقسمت الى سياحة تعليمية وسياحية علاجية وسياحة تجارية بالاضافة الى السياحة التقليدية كما نعرفها. اذن ، يجب على المسئولين في دولة الكويت ورجال الاعمال التركيز على احدى تلك الشرائح السياحية والعمل على جعلها عامل جذب سياحي لدولة الكويت. بدلا من ارسال طلبتنا في بعثات دراسية للخارج ، لم لا نرسلهم في بعثات داخلية لفروع تلك الجامعات الاجنبيه في بلادنا وبذلك نيسر الدراسة لعدد أكبر من طلابنا بتكلفة أقل ونستقطب طلبة خليجيين و عرب من الدول المجاورة ونفس الشي ينطبق على علاج مواطنينا في الخارج ، فلم لا نجهز مستشفياتنا الحكومية والخاصة بأحدث الاجهزة الطبية وندعمها بالاطباء الاكفاء وغيرهم من الاستشاريين والخبراء وبذلك نأمن للمواطنين الكويتيين والخليجيين رعاية طبية رفيعة المستوي بتكاليف أقل.
أما من الناحية التجارية والاقتصادية ، فلعل أقامة المؤتمرات العلمية والندوات الثقافيه وترتيب المعارض السنوية التي تغطي المنتجات الالكترونية والكهربائيه ومواد البناء والانشاء والاثاث والديكور وغيره من الصناعات جدير باستقطاب الكثير من السواح المهتمين بمثل تلك المناسبات ولكن بشرط ان تكون تلك المؤتمرات والمعارض فريدة من نوعها وتقدم شي جديد وحصري . السياحة تعتبر من أهم أركان الاقتصاد المحلي في الدول المتقدمة، وتعود السياحة بعائد عال على تلك الدول كل عام فلم لا نعمل من الان على تنويع مصادر دخلنا بدل من الاعتماد كليا على انتاج وتصدير النفط. فالسياحة تخدم المجتمع وتخلق فرص عمل لشبابنا الواعد وتهذب من اخلاقهم ونمط تفكيرهم من خلال الاختلاط بثقافات متعددة ، وصناعة السياحة تنمو سنويا بنسبة تفوق 60% في الدول الاجنبيه، بينما تكاد لا توجد في دولتنا الحبيبة. فلم لا نفتح أبوابنا ونرحب بأخواننا العرب والاجانب وندعوهم للتعرف على تراثنا الكويتي الاصيل الذي يجمع مابين البادية والبحر ومجتمعنا الاسلامي الجميل وأزيائنا الشعبية وفنوننا الاصيلة. ان دور الشعب والمجتمع من خلال السياحة واختلاطهم بالجنسيات المختلفة قد يفوق دور أبرع دبلوماسي و أحنك سياسي أمام العالم ، فالدبلوماسية والسياسة تجمعها المصالح ، بينما يجمع الشعب وأفراد المجتمع الحب والود والاهتمامات المشتركة. قد تحتاج دولة الكويت لعشر سنوات أو أقل للنهوض بصناعة السياحة، ولكن لنجعل البداية من الان حتى يجني ثمار هذه التجربة الجيل القادم من ابنائنا.
 
posted by Fuzzy at 4:27 PM | Permalink |


2 Comments: