.comment-link {margin-left:.6em;}
Sunday, July 02, 2006
صوت العقل
صوت العقل

ماهو صوت العقل .. وهل للعقل صوت ؟ فأنا لا أكتب .. ولا أتكلم .. ولكني أفكر بصوتِ عال.
سنين كثيرة مرت ، علها خمسة عشر سنة أو أكثر بقليل وانا تراودني الفكرة ذاتها ، لحظة تجمد فيها الزمن وتوقفت فيها عقارب الساعة ... صورة بمخيلتي أراها امام عيني وانا يقظ ... وخيال يراودني وانا مرهق .. وحلم لا يكف عن زيارتي في نومي . هو واحد من بين الكثيرين وكثير عند واحد ، نشأنا سويا وتربينا على تراب هذا البلد الآمن ولم يرد في خلدنا في يوم من الايام ان الايام ستفرقنا , والدهر يبعدنا ، ورصاص الغدر يمزقنا .... لقد أسر في ريعان شبابه، كما أسر الكثير من رجال ونساء هذا البلد ، وعانينا عذاب الفراق سنين طوال على أمل ان يلم الله شمل الاسرى بذويهم ، ولكننا كنا ولا زلنا نأمن بمشيئة الله وقدرة ونحمده ونشكرة فضلة ... قام الكثير من أهل هذا البلد المخلصين بمحاولات دؤوبة لايجاد حل لمشكلة أسرى الكويت وقاموا بمواساة ومساعدة ذوي الاسرى بكل ما استطاعوا من سبل. يعلو صوت عقلى مجددا محاولا البحث عن رد فعل مناسب لكل الاحداث التي تدور امام عيني ، كلما تفتق ذهني عن رد فعل احسبه مناسب ، اجد انه حل موؤد قبل ان يرى النور واجد نفسى عاجزا عن اتخاذ دور ايجابي او سلبي تجاه كل الاحداث في السنوات الماضية. مع مرور السنين ، وجدت ملاذا لعقلي الشارد في الذكريات الجميلة لفترة ما قبل الاجتياح العراقي الغاشم لبلدنا الآمن... أمضي الساعات وانا اعود بشريط الاحداث لسنين الدراسة وأصدقاء الدراسة التي جمعتنا بهم الكثير من المواقف الطريفة ، ثم اعطف بذهني الى لقطة سريعة قضيتها أنا وأخي الاسير في احدى الايام. أيضا اكتسبت مهارة جديدة اسمها توارد الخواطر ... وجلست اتوارد الخواطر مع أخي الاسير ، هل علمت ان حائط برلين قد هدم ؟ وأن الاتحاد السوفييتي قد انهار ؟ كانت تلك احد تلك الخواطر ... وجدتني مسئول ان ابلغة بما استجد من أمور في سياسة العالم ، خاطر آخر شاركته اياه عندما تخرجت من الجامعة وزففت اليه خبر نجاحي، لقد كان سعيدا واخبرني برغبته في اكمال دراسته الجامعية متى ما استطاع .... خلال تلك السنوات المديدة ، اصبحت في سن الزواج ، ولكني لم امعن التفكير في اتخاذ قرار الزواج لعدة اسباب ، أولها خجلي من أن أفرح في يوم زواجي وثاني تلك الاسباب ترددي في رسم أبتسامة على فمي ورغبتي في ادخار الفرحة والابتسامة ليوم ألتقي به بأخي الغائب ... ولكني رضخت واستسلمت بعد اصرار الوالدة حفظها الله على تزويجي ورؤية احفادها وبعد ان لمست القبول والعذر من الوالد أطال الله في عمرة . أعود وأشارك أخي بخواطري المتعددة ، وأسأله ان كان قد رأي صديقنا عبدالله في المعتقل واجاب بنعم ، وطلبت منه توصيل سلامي للصديق محمد ولكنه رد فقال ان محمد قد نقل الى سجن آخر ولم يره منذ عدة سنوات !
حنينه لارض الوطن وأحضان عائلته وأصدقائه أصبح ينفذ من خلالي ، وتحولت الى مرآة له لما يحدث في الكويت بل وفي داخل البيت ، يفتقد أكلة مكبوس اللحم الدسمه و ساندويتشات الشاورما الشهيه ، وقد دهش عندما أخبرته بأفتتاح مطعم مكدونالدز في الكويت و ان واجهة الكويت البحرية اصبحت تنقل رائحة الشواء بدلا من رائحة البحر نظرا لكثرة المطاعم المقامة هناك ... قد أكون أطلت التفكير بصوت عال ، ولكنها لا تزيد عن برهة ولحظة فما بالنا بمن قضى أكثر من خمسة عشر عاما بين القضبان ، قد تمر أيام دون ان ينبس بكلمة أو يصافح شخص ، وقد تمر أيام دون حصوله على القليل الزهيد من الزاد ولكني مرتاح ومطمئن لانه بين يدي من يراه ويسمعه في كل وقت ومكان، وواثق من أنه سيري من رحمة الله ما لن يراه من عبد في زمننا هذا ..
. اللهم ارحم شهدائنا الابرار وفك قيد أسرانا يا أرحم الراحمين.
 
posted by Fuzzy at 5:55 PM | Permalink |


2 Comments:


  • At October 12, 2006 10:10 PM, Blogger UmmEl3yal

    Sorry for the late comment. But I couldn't not to. This is beautiful. Is he your brother? Or a friend? Any news? Any hope? None of my captured family and friends are found dead or alive yet. But I can't lose hope. I'm sure the same with you.

     
  • At October 13, 2006 12:44 AM, Blogger Fuzzy

    its my bro....many friends and parents of friend are also POW's... no news at all ! ministry of interior sucks with the way they're handling the DNA testing of corps!